في صحف اليوم: بري يطلب من لودريان تدخّل السعودية لدى جعجع و”اللقاء الديمقراطي” ينطلق في مسعى الرئاسة
كشفت صحيفة “الأخبار”، أنّه “لم يكُن ثمة نافذة، ولو صغيرة، بأن تؤول المشاورات التي أجراها الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، الأسبوع الماضي إلى مخرج من الأزمة الرئاسية
ونقلت الصحيفة عن بري قوله للودريان إنّه “لا خلاف على التسمية. اختاروا الصيغة التي تشاؤونها. حوار أو تشاور أو نقاش”، فردّ لودريان “نريده تشاوراً”، سائلاً عن “مدى ميل الثنائي الداعم لترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية إلى سحب اسمه من بورصة الترشيحات”. فأجاب بري: “لا نتحدث عن سحب مرشحين ولا نضع شروطاً على أحد، فلنذهب الى التشاور، وقد نتفق على أكثر من اسم ونذهب بها الى جلسة ونرى النتيجة”. ووجدَ لودريان في كلام بري إيجابية، وخصوصاً بعدما أكد الأخير أنه سيعلِن ذلك بتصريح رسمي يثبت الموقف قبل مغادرة ضيفه، وهو ما حصل.
وفي اللقاء مع حزب الله، سمع لودريان أكثر مما كانَ يتصور في ما يتعلق بنقطتين أساسيتين: تأكيد حزب الله أن لا ربط بالمطلق بين الحرب في غزة وجنوب لبنان وبين ملف الرئاسة، ورغبته في انتخاب رئيس قبل نهاية تموز، ما دفع لودريان الى التساؤل عن هذا التاريخ.
هذه الإيجابية لم تبدّدها لقاءات لودريان مع فريق المعارضة. ففي زيارات سابقة، اصطدم بسلبية مفرطة لم يلمسها هذه المرة. وهو لفت إلى أن لقاءيه مع النائبين سامي الجميل وميشال معوض يُبنى عليهما، “وكان موقفهما مقبولاً. صحيح أنهما وضعا شروطاً للحوار، لكنهما لم يُبديا تشنجاً”.
وكشفت صحيفة “الأخبار” أنّ “لودريان قال بصراحة ووضوح: سمير جعجع هو العائق”، ووصف الموفد الفرنسي اجتماعه في معراب بأنه “الأكثر سلبية. لا يريد جعجع حواراً ولا تشاوراً ولا أي شيء. لا يريد أن يفعل شيئاً. يؤكد على رفض الحوار ويتحدث بسلبية كبيرة عن بري، ويرفض القبول بأي دور يقوم به رئيس المجلس”. وكشف لودريان أيضاً أن السفيرة الأميركية ليزا جونسون “زارت معراب بعيداً من الإعلام، وكان الجو سلبياً إلى أبعد الحدود”.
وأرسل المسؤول الفرنسي، بحسب الصحيفة، بأن “باريس سعت للوصول الى اتفاق قبل مجيء الرئيس الأميركي الى فرنسا”، مؤكداً أن “الأمور معقدة جداً في غزة والمنطقة، ولا أحد يضمن مسار الأحداث”. لكن لودريان، وفقَ ما أشارت مصادر مطلعة، خصّ بري برسالة تطلب “إيجاد صيغة للحل مع جعجع باعتباره العقبة الوحيدة أمام الحوار”، فكان جواب بري واضحاً: “كيف هي علاقتكم بالسعودية؟ اذهبوا إليها واطلبوا منها التدخل لدى حلفائها”.
هذه الجملة سبقَ أن قالها بري خلال اجتماع سابق له مع سفراء اللجنة الخماسية. آنذاك، لمّح إلى أن من بين السفراء الموجودين من لديه “مَوْنة” على معراب “فليستفِد منها لتحقيق تقدم”، علماً أن هناك شبه اقتناع بدور سلبي تؤديه الرياض في الملف الرئاسي ومعلومات تتقاطع حول أنها “تقف وراء تعنّت جعجع”، ومردّ ذلك تخوف السعودية من تفاهم إيراني – أميركي – قطري يُخرجها من التسوية، وفق صحيفة “الأخبار”.
إلى ذلك، كشفت أنّه “تقرر أن ينطلق “اللقاء الديموقراطي” النيابي في مسعى لإيجاد مساحة مشتركة بين القوى السياسية. ولهذه الغاية، أعدّ الحزب الاشتراكي برنامجاً للقاءاته بالكتل النيابية، وعلمت “الأخبار” أن اللقاءات مهّد لها غازي العريضي أمس بعيداً من الإعلام باجتماع مع قيادة حزب الله، بصفته مكلفاً متابعة العلاقة معه، وهو على تواصل مع المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل، ولو أن الآمال المعلّقة على هذه المبادرة ليست كبيرة”.
بدورها، أكدت مصادر مطلعة لصحيفة “الديار”، أنّ الدوحة تعمل على احداث اختراق في جدار الازمة الرئاسية من خلال طرح مبادرة تقوم على تحضير الاجواء لحوار مباشر بين “عين التينة” و”معراب” لمحاولة جسر الهوة بين الجانبين ازاء الدعوة المسبقة الى الحوار قبل الجلسات الرئاسية.
إلى ذلك، نُقل عن أحد سفراء “اللجنة الخماسية” قوله، بحسب صحيفة “الجمهورية”، إنّ مهمّة اللجنة، وخلافًا لما تمّ تداوله، ما زالت قائمة التزامًا منها بمساعدة اللبنانيين على إتمام استحقاقهم الدستوري.
ورداً على سؤال، لم يحدّد السفير المذكور موعداً لحراك جديد للجنة. واكتفى بالقول: “مهمتنا محدّدة بمساعدة اللبنانيين، ونحن نريد أن يساعد اللبنانيون أنفسهم ويتشاركوا في اختيار رئيس بالتوافق في ما بينهم. واللجنة ما زالت تعوّل على تجاوب الاطراف مع مساعيها لإخراج لبنان من هذه الأزمة”.
في السياق ذاته، اكّدت معلومات موثوقة من العاصمة الفرنسية وفق “الجمهورية”، أنّ “باريس ممتعضة من النتائج السلبية التي انتهت اليها مهمّة لودريان إلى بيروت. ولودريان نفسه عبّر عن ضيق واضح مما وصفه “تعنت” بعض الجهات، واصرارها على انتهاج سياسات تعطّل إمكانات الحل.
وقالت مصادر المعلومات لـ”الجمهورية”: “إنّ الفرنسيين، وعلى الرغم النتائج السلبية لمهمّة لودريان، يتجنّبون الحديث عن إخفاق هذه المهمّة، بل يقاربون زيارته الاخيرة الى بيروت بكونها لم تحرز التقدّم المطلوب، وتبعاً لذلك لم يغلقوا الباب على استمرار مسعاهم واحتمال إحداث خرق رئاسي في المدى المنظور”.