معرض “أسواقنا” في الضاحية الجنوبية.. غزّة الحاضر الأبرز
كعادتها، تعجّ الضاحية الجنوبية لبيروت بالأنشطة الحيّة والفعّالة التي تجسّد إرادة الحياة وتعكس مقاومة قاطنيها الذين رغم التحديات يصنعون بريق الأمل ويضيئون مشاعل الحياة.
وفي نشاط جديد نظّمته جمعية الشجرة الطيبة في باحة عاشوراء في السان تيريز تحت عنوان “أسواقنا”، احتشد الناس للمشاركة في المعارض والأنشطة التي ضمّها السوق حيث كان لموقع العهد الإخباري وقفة مع إدارة المعرض والمشاركين والحضور.
منسق أعمال جمعية الشجرة الطيّبة حسين دلال أوضح لموقع العهد الإخباري أنّ المعرض يعكس إرادة الحياة رغم كلّ ما يجري على الحدود اللبنانية مع العدوّ الصهيوني، وقال: إنّ “حجم الصعوبات كبير، ونحن من أهل التحدّي، والجمعية نظّمت هذا المعرض لترجمة القوّة إلى فعل، وخصوصًا لجهة خدمة التعاونيين والمنتجين الأفراد بإيجاد مساحة لتسويق منتجاتهم”.
وتابع دلال إنّ “المعرض اليوم موجود رغم كلّ الظروف الأمنية التي تجري على الحدود ورغم النزوح الذي حوّلناه من تهديد إلى فرصة لخلق أجواء إيجابية تنعكس على الناس”.
وبيّن دلال أنّ “هذا السوق هو رقم 5 من بعد الأسواق التي جرت في الأعوام الماضية في حيّ السلم وبرج البراجنة وهنا حيث السوق المركزي، وقد ترشّح نحو 818 مرشحًا من العارضين، استقبلنا منهم نحو 135 عارضًا”، ووفق دلال “لا يوجد أي تحدّيات واجهتنا سوى أنّ مساحة المعرض لا تستوعب كلّ الأعداد”، مضيفًا أنّ هناك عوامل ثلاثة تعتبر من مؤشرات التفاعل مع السوق:
1 – عدد العارضين الذي قُدّر اليوم بـ 135 عارضًا فضلًا عن أكثر من 700 على لائحة الانتظار.
2 – عدد الزوار الذين بلغ عددهم في المرة الأخيرة نحو 3000 زائر.
3 – نسبة المبيعات التي قدّرت قيمتها بآلاف الدولارات.
ولفت دلال إلى أنّ “المعرض متنوّع فهو معرض سوق يحتوي المنتجات الحرفية والمونة وجناحا خاصا للألعاب والترفيه وجناحا خاصا للمأكولات.. وهناك عدّة أنشطة كصناعة الشمع، وإكسسوار الخرز، وصناعة أشكال بالجفصين، وصبّ الصابون، وزراعة الشتول، إضافة إلى بعض الأنشطة الدينية واللقاءات الثقافيّة المسائية”.
دلال أشار إلى أنّ “لغزّة مساحة كبرى حيث سيتمّ تخصيص مرسم لدعم أهلنا في فلسطين ونصرة لغزّة وأهلها الصامدين بالكلمة والفن والرسم بموازاة نصرة المجاهدين على حدودنا بالرصاص والصواريخ، وذلك بالتعاون مع جمعية إبداع”.
ولفت أيضًا إلى أنّ هذا المعرض يستقبل زواره اليوم الجمعة والسبت والأحد وسينظم بشكل دوري في الأيام الأولى من كلّ شهر ليرى العالم أنّ إرادة الحياة لا تنكسر.
مشاركون
إحدى المشاركات في المعرض من “جمعية النور” للمنتجات الزراعية، إنصاف قاسم، قالت إنّ “هذا المعرض مميز جدًا، وأنا أشارك فيه منذ العام 2015 لأنه يضعنا على تماس مع الناس، حيث يتعرفون على منتجاتنا عن قرب، ويكتشفون جودة البضاعة وأنواعها”، كما توجهت بالشكر لكل المنظمين.
ولم تنسَ قاسم أهل غزّة حيث قالت: “أتمنى أن أكون معكم فأنتم أهل الصمود والعزّ وأتمنى أن أرسل بضاعة لكم”، كما توجهت بتحية إكبار للمجاهدين وقالت: “سوف تنتصرون لأنه كان حقًا على الله نصر المؤمنين وإنّ حزب الله هم الغالبون”.
من جهته، المشارك هاشم السيد علي، قال إنّ “المعرض مميز حيث نشارك لإظهار مميزات الشهداء وآثارهم، علّ الناس تقتدي بهم وتحفظ وصاياهم”، كما توجه إلى أهل غزّة قائلًا “إنّنا مع المظلوم حيثما كان وأتوجه إلى أهل غزّة بالقول إنتم أهل الصمود ونحن معكم”، وللمقاومين على الحدود قال “نغبطكم ويا ليتنا كنا معكم”.
“مونة وكمونة” كانت من ضمن المشاركين حيث عرضت بضاعتها ممزوجة بعبق جبل صافي وأريج إقليم التفاح لا سيما بلدة جباع، حيث قال صاحب جناحها في المعرض محمد غملوش: “نحن صامدون طالما أهل غزّة صامدين، وسننتصر على العدوّ الصهيوني حتمًا ومتمسّكون بأرضنا رغم كلّ التهديدات فلا نخشى في الله لومة لائم”.
بدورها ناهد أمين قالت “أشارك للقاء الناس الطيبة حيث يوجد التفاعل الكبير”، وأضافت: “نحن ندعم أهل غزّة معنويًا وعبر وسائل التواصل الاجتماعي إضافة إلى دعم المقاومين في الجنوب حيث لا يرعبنا العدوّ وطالما المقاومة موجودة فلا نهاب شيئًا”.
أحد الحضور شكر سماحة السيد حسن نصر الله وتوجه إلى المقاومين بالقول: “لولا وجودكم لهلك لبنان، لولا وجودكم لكانت حياتنا مظلمة، اليوم حيث تسطّرون أروع الملاحم على الحدود الجنوبية، ننعم نحن بحياة هادئة حرّة كريمة ونمارس نشاطاتنا بكلّ راحة وأمان، فلكم كلّ الشكر على ما تقدمونه لنا ورحم الله الشهداء وشفى الجرحى”.