حول العالم

عن مرحلة التصعيد اليمني الرابعة.. العميد بن عامر يوضّح لـ “العهد” تفاصيلها ومداها

مع تطور الأحداث في قطاع غزة، وفشل الوسطاء في إيجاد صيغة لصفقة تُوقف العدوان على قطاع غزة وترفع الحصار عنه وتحقق تبادلًا مشرّفًا للأسرى، ومع النية “الإسرائيلية” لشن عملية برية في مدينة رفح جنوب القطاع، تتجه أطراف محور المقاومة إلى التصعيد المقابل وزيادة الجهود المساندة للمقاومة الفلسطينية. وفي إعلان تصعيدي من إحدى قوى المحور، أعلنت القوات المسلحة اليمنية بدء تنفيذ المرحلة الرابعة من التصعيد باستهداف كل السفن المخترقة لقرار حظر الملاحة الصهيونية والمتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة من البحر الأبيض المتوسط.

وعقب الإعلان العسكري اليمني الهام، أجرى موقع العهد الإخباري مقابلة مع نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي بوزارة الدفاع اليمنية العميد عبد الله بن عامر الذي تحدّث عن تفاصيل المرحلة الرابعة وتداعياتها وخيارات القوات المسلحة اليمنية للتعامل مع أي تطورات.

وقال العميد بن عامر إن القرار ببدء تنفيذ المرحلة الرابعة من التصعيد اتُخّذ “نتيجة التطورات في قطاع غزة واستمرار العدوان عليه، والتلويح “الإسرائيلي” باجتياح منطقة رفح”، مؤكدًا أن “التطورات في اليمن وفي كل المحور مرتبطة بالتطورات في غزة”.

وتابع العميد بن عامر: “إذا كان الجو في غزة إيجابيًا، ينعكس بشكل إيجابي على اليمن والمحور، وإذا كان سلبيًا فهذا يفرض على بقية الجبهات العمل من أجل التصعيد والضغط أكثر على الولايات المتحدة الأميركية والعدو “الإسرائيلي” من أجل وقف إطلاق النار ورفع الحصار عن قطاع غزة”.

وأوضح العميد بن عامر تفاصيل التهديد اليمني المرتبط برفح، وقال: “في حال أقدم العدو “الإسرائيلي” على اجتياح رفح فهذا سيؤدي إلى استهداف كل السفن التابعة للشركات التي تتعامل مع موانئ العدو “الإسرائيلي” في فلسطين المحتلة والتي تمرّ في منطقة عمل القوات المسلحة اليمنية مهما كانت جنسيتها ومهما كانت وجهتها وحتى لو توجهت إلى موانئ خارج فلسطين المحتلة إذا كانت الشركة تتعامل مع موانئ الكيان “الإسرائيلي” في فلسطين المحتلة”.

وحول جهوزية اليمن لتحمّل أي تبعات للمرحلة الرابعة من التصعيد، لفت العميد بن عامر إلى أن “الأميركي لم يكن يسمح لليمن بأن يستخدم حتى مياهه الإقليمية، لكن اليمن تمكن من فرض القرار في منطقة البحر الأحمر ومن أجل القضية الفلسطينية قام بتوسيع مدى العمليات لأننا ندرك أن هناك دعمًا دوليًا للكيان “الإسرائيلي””.

وأضاف بن عامر: “عندما منعنا السفن من التوجه إلى ميناء “إيلات” كانت السفن تتجه إلى موانئ أخرى، وكان هناك بحث “إسرائيلي” عن بدائل بالاعتماد على الأدوات العربية مع الأسف الشديد، وهذا ما دفع اليمن لأن يوسع قراره وتصعيده حتى تحقيق الأهداف المتعلقة بقطاع غزة وهي وقف العدوان ورفع الحصار”.

وحول خيارات ما بعد المرحلة الرابعة، قال العميد بن عامر لـ “العهد” إن “كلّ شيء محتمل والأمر يتوقف على مدى استجابة الكيان “الإسرائيلي” لمطالب المقاومة الفلسطينية”، مضيفًا أن “هذا مرتبط بالتفاوض أيضًا، إذا أصرّ “الإسرائيلي” على التهرّب من مسألة وقف إطلاق النار فبالتأكيد هذا سيؤدي إلى تصعيد من جانب اليمن”.

وتابع العميد بن عامر: “اليمن في بداية الأمر كان هدفه رفع الحصار عن غزة من خلال العمليات في البحر الأحمر ثم توسع الأمر حتى البحر العربي ثم المحيط الهندي والآن وسّعنا باتجاه البحر الأبيض المتوسط”، مؤكدًا أن “من خاض هذه المراحل الثلاث والآن بدأ بالرابعة بالتأكيد سيجعل أي متابع يتوقع مراحل أخرى، وليس بالضرورة أي يكون أي توسيع آخر مقتصرًا على توسيع منطقة العمليات الجغرافية، وهناك خيارات أخرى”.

وحول الادعاء الأميركي بتراجع عمليات القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر، لفت العميد بن عامر إلى أن “الذي تراجع هو حركة السفن المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة”، معتبرًا أن “هذا يؤكد أن العمليات كان لها تأثير كبير وأنها نجحت بنسبة تقترب من 99% في منطقة البحر الأحمر”.

وقال العميد بن عامر: “الحضور العسكري الأميركي والبريطاني بالتأكيد تأثر لكن لا يزال هناك وجود، لكن هل هذا الوجود يحقق الأهداف الأميركية؟”، مضيفًا: “بالتأكيد لم يتمكن من تحقيق الأهداف الأميركية في إيقاف العمليات اليمنية، وبالتالي الحضور العسكري الأميركي والبريطاني في البحر الأحمر أخفق في تنفيذ المهام الموكلة إليه والمعلنة من قبل “البنتاغون” في ما يسمى “حماية الملاحة”.

وقلّل العميد بن عامر من أهمية وأثر الاعتداءات الأميركية والبريطانية الجوية على اليمن بالقول: “كان التوجه الأميركي في بداية الأمر بالتهديد ثم توجّه إلى الأعمال العسكرية العدائية ونفذ أكثر من 450 غارة جوية على مناطق مختلفة وأدت إلى وقوع شهداء وجرحى لكن هذه الغارات الجوية وهذا الجهد العسكري لم يتمكن من إيقاف العمليات العسكرية اليمنية”.

ولفت العميد بن عامر في حديثه لموقع العهد إلى أن “الأميركي فوجئ من مستوى التكتيكات اليمنية والأسلحة المستخدمة، ومن مستوى التعامل المناسب مع التطور التكنولوجي الأميركي في ما يتعلق بالرصد واستخدام الأقمار الصناعية وطائرات “MQ9” والأجهزة التجسسية في البارجات والمدمرات الأميركية”، مؤكدًا أن “اليمن تمكن من تجاوز كل ذلك بدليل استمرار العمليات العسكرية”.

وأمِل العميد بن عامر أن يعجل توسيع نطاق العمليات العسكرية اليمنية من إنهاء الحرب في غزة، لافتًا إلى أن “هذا هدف من الأهداف الرئيسية للعمليات العسكرية اليمنية المعلنة”.

وحول ردود الأفعال المحتملة على إعلان اليمن توسيع عملياته العسكرية، قال العميد بن عامر: “مهما كان الموقف سواء اقتصر على اتخاذ مواقف كالتنديد والتهديد أو اتّجه إلى أعمال عسكرية إضافية فبالتأكيد اليمن قادر على مواجهة أي تطورات أو تداعيات كما حدث عندما تم توسيع العمليات العسكرية في بداية الأمر في البحر الأحمر”، مؤكدًا أنه “كان هناك تهديدات أميركية وكان هناك أعمال عسكرية، وتمّكن اليمن من التعامل مع كل تلك التطورات وبالتأكيد سيتمكن من التعامل مع التطورات اللاحقة”.

المصدر: العهد الاخباري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى