لبنانيات

رئاسيًا: الانتظار سيد الموقف ورهان على الخارج

جاء في “الجمهورية”:

فيما يتعلق بملف الرئاسة في لبنان، لا يوجد أي تطور جديد سوى التصريحات والخطب السياسية، حيث تخلّت معظم الأحزاب والقوى السياسية عن دورها في التزام الدستور ودعم الديمقراطية، وسلّمت السياسة ومصير البلاد بالكامل للعوامل الخارجية. بالتالي، يبقى على اللبنانيين الانتظار لحين نضج الحلول الكبرى على الصعيدين الإقليمي والدولي، وذلك حتى يأتي الدور اللبناني بعد الدمار الذي حل بالبلاد.

وفي هذا السياق، أشارت مصادر من المعارضة السياسية إلى أن التحدي اليوم يتمثل في الدور الذي يمكن أن تلعبه قطر لإنهاء الشغور الرئاسي. هناك سببان رئيسيان لهذا الاعتماد على قطر:

السبب الأول يعود إلى أن الوضع الداخلي في لبنان مغلق نتيجة للتشاحن والانقسام وقلة المساحات المشتركة. لذا، لم يعد من المنطقي الاعتماد على حلاً محليًا، وبدلاً من ذلك، يعتمد الحل على الدور الخارجي.

السبب الثاني يعود إلى أن قطر لديها علاقات جيدة مع إيران، والتي لا يمكن تجاهلها عند التفاوض حول الأزمة في لبنان. لذلك، يتعين على قطر أن تشارك مباشرة أو غير مباشرة إيران في هذه المفاوضات. وهذا مهم خاصةً في ضوء التحسن التدريجي للعلاقات بين السعودية وإيران، وبعد التوافق الذي تم بينهما في بكين والذي يشير إلى تحول العلاقات من التوتر إلى إدارة الخلاف.

يمكن لقطر أن تكون قادرة على تحقيق التقدم اللازم، خاصةً في هذا الوقت الذي تتحرك فيه العوامل الأمريكية والسعودية بشكل إيجابي. عندما يتماثل مجلس الخمسة + إيران إلى نفس الوجهة، سيكون من الممكن تجاوز العقبات بين اللبنانيين. وتعكس هذه الوضعية التي يجب أن تُلقَى الضوء عليها، حيث يعتبر الحل اللبناني تابعًا للأحداث العالمية والإقليمية، وهو أمر مؤسف حقًا.

ولكن مصادر من قوى 8 آذار اعتبرت أن مهمة المبعوث القطري قد تواجه صعوبة كبيرة وتصطدم بعقبات صعبة، مماثلة للوساطات الأخرى التي تحاول حل الأزمة اللبنانية في الوقت الراهن. وقالوا إنه من الممكن أن يكتسب هذا المسعى الزخم اللازم عندما تنضج التسويات في المنطقة.

بالنهاية، تبقى كلمة “ناطرين” هي الكلمة الرئيسية التي تمثل موقف معظم القوى السياسية، حيث ينتظر الجميع تطورات الملف الرئاسي. وعلى كل فريق أن يتحمل مسؤوليته ويختار السبيل الذي يراه مناسبًا.

 

المصدر : الجمهورية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى